في لقاء خاص أجرته وكالة إيلكا للأنباء أدان عضو الشورى العام في جماعة الإخوان المسلمون "د.محيي الدين الزايط" حرق المصحف الشريف في الدول الغربية، وقال: "إنّ هذا لن يؤثر في ديننا ولا في عقيدتنا، فالله تبارك وتعالى يقول في كتابه الكريم: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ، وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)".
"إنّ السماح بحرق المصحف الشريف هو انحطاط للبشرية وانحطاط للحضارة"
وتابع "د.محيي الدين الزايط" قائلًا: "إنّ هذه الهجمة الشرسة على مقدسات الإسلام لم يسبق لها مثيل، وإنّ حقيقة استخدام وسائل الإعلام العالمية لمثل هذا الغرض الدنيء، هي محاولة تشويه أقدس مقدسات المسلمين، وهذا في الحقيقة انحطاط في المستوى الحضاري ما وصل إليه العالم قبل ذلك، فنحن نتعجب كيف يُهاجم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سيد الأنبياء والمرسلين في رسوم لا تليق؟، وكيف يُهاجم كتاب الله الرسالة الخاتمة لهذا العالم بأن يُحرق وهو الكتاب المقدس؟، ونحن نرفض أن يُحرق كتاب لأحد المؤلفين العاديين لأيّ رمز من رموز الثقافة، فكيف يُحرق كتاب الله تبارك وتعالى أقدس مقدسات المسلمين على الملأ؟! وكأنها حفلة يُشاهد فيها هذا الانتهاك الفاضح، فهذا انحطاط للبشرية حقيقة، وانحطاط للحضارة، ونحن نأبى أن تسقط البشرية إلى هذا المستوى".
وذكر "د.محيي الدين الزايط" أنّ من يريد أن يُعارض وهو يتشدق بحرية الفكر وحرية الرأي فليناقش ما جاء به هذا الكتاب الكريم، ومجال النقاش في المحاضرات والمناظرات العلمية، وليست بهذه الطريقة السوقية، طريقة حرق كتاب أمام وسائل الإعلام العالمية، فهذا في الحقيقة هبوط بالعقل البشري وبالفكر البشري.
"إنّ هذه المحاولات الصبيانية لن تؤثر في ديننا ولا في عقيدتنا، لكن نحن نحزن أن ينحدر البشر إلى هذا المستوى"
وأكّد "د.محيي الدين الزايط" أنّ المسلمين يوقنون أنّه لن تؤثر هذه المحاولات الصبيانية لا في هذه الأمة العظيمة، ولا في كتابها، ولا في رسولها في وقت العالم كلُّه يحتاج إلى هذه المبادئ التي نادى بها هذا الكتاب المقدس، وهذه التعاليم التي نادى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال د.محيي الدين الزايط: "إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يأتِ للمسلمين فقط، وإنّما جاء للعالمين، فقد قال الله تعالى في كتابه: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، وقال أيضًا: (تبارك الذي نزّل الكتاب على عبده ليكون للعالمين نذيًرا)، فالعالم كله محتاج إلى هداية محمد صلى الله عليه وسلم، وإلى كتاب الإسلام "القرآن الكريم"، وإنّه يؤلمنا هذا التصرف الصبياني بأن تأذن حكومة تدّعي الحضارة وتدّعي الإنسانية بحرق الكتاب المُقدّس أمام أجهزة الإعلام، ولكن في نفس الوقت نؤكد أنّ هذا لن يؤثّر في ديننا ولا في عقيدتنا، حيث قال الله تعالى: (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متمُّ نوره)، وهناك مثل عربي يقول: كناطح صخرة يومًا ليهينها فما وهنت وأوهى قرنه الوعل"، ولكن نحن يعني نحزن أن ينحدر البشر إلى هذا المستوى".
"يجب علينا كمسلمين أن نحمل هذا الكتاب "القرآن الكريم"، وأن نحمل هدي محمد ﷺ إلى البشرية بكل لغات العالم"
وتابع "د.محيي الدين الزايط" قائلًا: "لكن في نفس الوقت نقول أنّ هذا ينمُّ عن شيئين: الأول عن حقد شديد ضد هذه الأمة حيث يقول الله تعالى: (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا)، والثاني عن جهل عميق شائع عند غالبية البشر بهذا الدين وهذا الكتاب، فحريٌّ بنا أن ننتهز هذه الفرصة، وأن نخاطبهم ونقول لهم: أنتم تحرقون الكتاب، فهل علمتم ما في هذا الكتاب، وأولى بنا أن ننشر مبادئ هذا الدين العظيم، وأن ننشر ترجمات هذا الكتاب المقدس بكل لغات العالم، حتى يطّلع الناس العاديون على ما في هذا الكتاب من حقائق وعظائم هم يحتاجون إليها، فتصرفهم أمر مؤسف ومحزن، لكن في نفس الوقت نستطيع أن نحيل هذه المحنة إلى منحة، وأن نحيل هذه الشدة إلى فرصة لنجذب الناس كلهم إلى هذا الدين؛ لأنّ هذا الكتاب هو آخر كتاب من الله تبارك وتعالى للبشرية قبل قيام الساعة، فكل مخلوق ولد بعد محمد ﷺ أيًّا كانت جنسيته سيُسأل من ربك؟، وماذا تقول في الرجل المبعوث فيكم؟، فنحن كمسلمين علينا المسؤولية أن نحمل هذا الكتاب، وأن نحمل هدي محمد صلى الله عليه وسلم إلى البشرية بكل لغات العالم وبكل الوسائل الحديثة التي لم تجعل لنا عذرًا في التقصير بالبلاغ في وقت العالم فيه محتاج إلينا".
وختم "د.محيي الدين الزايط" قائلًا: "أنا أعلق بأنه حينما حدث الهجوم على الإسلام عقب أحداث سبتمبر بالحرائق المفتعلة التي فُعلت والتدمير الذي حدث، والله سبحانه وتعالى سيكشف الحقيقة أنّ المسلمين بريئون من التخطيط لهذا العمل الهمجي، أقبل الأمريكيون والأوروبيون والعالم الغربي على دراسة كتاب الإسلام وعلى شراء الترجمات لهذا الكتاب، فنحن ننتهز هذه الفرصة، حيث هم يجددونها، ونقول للعالم أنتم تحرقون الكتاب فاقرأوا الكتاب، فحينما تطلعون على حقيقته لن تملكوا إلا أن تستجيبوا له، أو على الأقل تلوموا هذه التصرفات الهمجية التي لا تليق بالبشرية". (İLKHA)